تفسير رؤية جبل في المنام أو الحلم



تفسير رؤية جبل في المنام أو الحلم

تفسير حلم جبل حسب النابلسي

هو في المنام رجل رفيع الشأن، قاس ذو صوت منيع، مدبر لأمره ثابت، أو أنه رئيس أو تاجر، أو أنه إمرأة صعبة قاسية إذا كان الجبل مستديراً منبسطاً، أو أنه هم أو غم أو سفر.

وإذا كان الجبل ينبت عليه النبات وفيه ماء فإنه ملك صاحب دين، وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنه ملك كافر طاغ، لأنه كالميت لا يسبح الله تعالى، ولا ينتفع به الناس، والجبل القائم يدل على أنه حي.

وإن رأى رجل أنه يرتقي جبلاً ويشرب من مائه، وكان أهلاً للولاية فإنه يلي ولاية من قبل ملك ضخم، قاسي القلب، وإن كان تاجراً ارتفع أمره، وسهل صعوده فيه من غير تعب، وصعوبة صعوده تعبه في تلك الولاية.

ومن رأى أنه حمد الله تعالى عليه فإنه يكون سلطاناً عدلاً، وإن طغى عليه فإنه يجور، فإن سجد لله تعالى هناك أو أذن ولي ولاية، وظفر بعدوه، وإن كان والياً عزل، وإن كان تاجراً خسر وندم.

فإن رأى معه صاحب السلطان وجنده، فإن السلطان هو الله تعالى، وجنده الملائكة وهم الغالبون، فيكون صاحب الرؤيا غالباً ويصيب قوة وظفراً ونسكاً.

ومن رأى أنه صعد الجبل الخالي من النبات فإنه يدخل في عمل الملك الكافر ويناله هم، والعقبة عقوبة وشدة، فإن هبط منه نجا، فإن صعد عليه فإنه ارتفاع وسلطنة مع شيء من التعب، والصخور التي حول الجبل والأشجار الموجودة هناك، كل ذلك يمثل قواد ذلك الملك، وهم قساة.

فإن رأى حوله حجراً فإنه ينال رئاسة.

ومن رأى أنه سقط من جبل فإنه يقترف خطيئة، ويصيبه ضرر في بدنه، أو يسقط عن مرتبته ويتغير حاله التي كان فيها، فإن انكسرت رجله فإنه يسقط من عين ذلك الملك، ويصيبه ضرر في ماله.

ومن رأى أنه يصعد جبلاً وبلغ نصفه فلم يمكنه الصعود فيه، ولا النزول منه فإنه يموت في نصف عمره.

ومن رأى أنه صعد فيه فقعد عليه فيولد له ولد ضخم، وكل صعود رفعة، وكل هبوط ضعة، فإذا كان الصعود يدل على هم، فإن النزول دليل الفرج، وكل صعود دل على الولاية، فإن الهبوط دليل على العزل.

فإن رأى أن الجبل احترق أو سقط فإنه يموت رجل عظيم الخطر، أو يغلبه سلطان، وإن النار سلطان، فإن رجف جبل ثم استقر، فإن ملك تلك الأرض تصيبه مصيبة أو شدة ثم يصلح أمره وأمر أهل مملكته، فإن قهر جبلاً فإنه يقهر رجلاً عظيم الخطر، وإن أستند إليه فإنه يستند إلى ملك رفيع الخطر، فإن جلس في ظله فإنه يعيش في كنفه، ويستريح إليه.

ومن رأى أنه حمل جبلاً فثقل عليه فإنه يحمل مئونة رجل ضخم أو تاجر كبير يثقل عليه، فإن خف خفت عليه.

فإن رأى جبلاً نزل من السماء حضر والي تلك البلدة، فإن صعد الجبل إلى السماء عزل.

ومن رأى أنه دخل في كهف جبل فإنه ينال رشداً في أموره، ويتولى أمر السلطان ويشتد أمره، فإن دخل في غار فإنه يمكر بملك أو برجل منيع، فإن استقبله جبل فيستقبله هم أو سفر أو رجل منيع قاس أو أمر صعب أو إمرأة صعبة، منيعة قاسية.

ومن رأى أنه يرمى من الجبل فإنه يرمى بكلام.
فإن رأى أن عليه كسوة حسنة، فإن سلطانه أقوى وأهنأ.

ومن رأى أنه صعد الجبل، فإن الجبل غاية هم نفسه يبلغها، وكل صعود يراه الإنسان على جبل أو عقبة أو تل أو سطح أو غير ذلك فإنه نيل حاجة يريدها، وقيل استواء الصعود مشقة.

ومن رأى أنه هبط من تل أو قصر أو جبل، فإن الأمر الذي يطلبه ينتقض ولا يتهيأ.

ومن رأى الجبل من مكان بعيد سافر أو أصابه هم. وقيل إن الجبل عهد.

وقال ابن سيرين رحمه الله تعالى: من رأى أنه على جبل فإنه عاق قد أقترب أجله، فإن استوى على الجبل فهو موته.

ومن رأى أنه في سفح جبل فله مدة وبقاء.

فإن رأى أن جبلاً تحرك، فإن ملك تلك الأرض يسافر، وقيل من رأى أنه يصعد في جبل نال دولة ورفعة، وقيل من رأى جبلاً من الجبال فإنه ينال خيراً وبركة.

ومن رأى كأن الجبال تزلزلت ثم استقرت، فإن هولا شديداً يدخل في تلك البلدة.

ومن رأى أشجاراً على جبل فإنه ينال جاهاً ورفعة، وشرفاً وذكراً بين الناس.

ومن رأى كأن الرؤساء اجتمعوا على قمة جبل فإنهم بميتون في تلك البلدة دون أهلها، أو يصيبهم غم إن سألوا الله تعالى شيئاً منكراً، والجبال والروابي في الرؤيا تدل على غم شديد، وفزع واضطراب وبطالة.

ومن رأى كأنه ابتلع جبلاً طوله أكثر من خمس مائة فرسخ فسيكون رجال أشداء تحت سيطرته ويطيعونه.

ومن رأى كأنه يصعد عقبة كؤوداً إلى مكان واسع فإنه سيعتق الرقاب، أو يقرب الأيتام، أو يعالج المرضى ويحسن إليهم.

ومن رأى كأنه دخل في غار فيصيبه أمن وتوكل على الله تعالى وسكينة. وربما دل الجبل على المرسى الذي تثبت فيه السفينة.

وربما دل الجبل على من يأوي الإنسان إليه، ويستظل بظله، ويحتمي به كالسيد والوالد، ويستدل على خير الإنسان وشره بما في الجبل من ماء وشجر وفاكهة أو بعلوه، ويدل الجبل على الوعد.

وربما دل على الشدة والخوف، أو الغرق للمسافر في البحر.

فإن رأى أن الجبل قد تشامخ وصار كالظلة دل على حدوث ما يوجب العذاب.

ومن رأى أنه صعد على جبل، فإن وجد فيه ماء عذباً وفاكهة أو شيئاً مما يقتات به الآدمي تحصن بزوجة ذات خير أو تعلم علماً يسلم من الجهل أو تعلم صناعة يكون له فيها حظ، أو ينال منصباً مرموقاً، أو يسافر سفراً مفيداً، أو يخدم سلطاناً، أو يوعد بوعد تكون نتيجته خيراً، فإن صعد على جبل من طريق مستقيم أتى الأشياء من وجهها، فإن كان الجبل جبلاً شريفاً كجبل عرفات أو جبل قاف أو جبل الجودي أو جبل أحد أو جبل قاسيون أو جبل الطور وما أشبهها فإنه يسعى في خدمة السادات من العلماء والصالحين. وربما سافر إلى تلك الجهة وبلغ منها مقصوده.

فإن رأى أن الجبل دك فإنه يموت، أو يعزل. وربما نال الرائي خشوعاً ونسكاً، والجبال تدل على الملوك والأمراء والصالحين والعلماء. وربما دل الجبل على صاحب دين وديناً، ومن حفر بئراً في جبل أو نقل منه حجارة إلى مكان أخر فإنه ينازع إنساناً قاسي القلب، ويحاول أمراً صائباً، ومشقة وتعباً.

وإن رأى الجبال تسير معه فإنه يدل على قيام حرب تتحرك فيه الملوك إلى بعضهم، أو أنه سيحدث اختلاف أو اضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة يهلك فيها العامة.

ومن رأى في المنام أنه فر من سفينة إلى جبل فإنه يعطب ويهلك لقصة إبن نوح عليه السلام، أو أنه يقع في مخالفة رأي الجماعة، والانفراد بالهوى والبدعة.

وربما كان سقوطه من الجبل يدل على الوقوع في المعاصي والفسوق والفتن، وقد يدل ذلك على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع إذا كان فراره من مثل ذلك أو كان سقوطه من مسجد أو روضة ونحو ذلك، وإن ارتفع الجبل في الهواء على رؤوس الخلائق فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحية المالك، وإن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالمظلة تخويفا من الله تعالى لهم، وتهديداً على العصيان، وسير الجبل قد يدل على الطاعون. وأما رجوع الجبل رماداً أو تراباً فلا خير فيه.

ومن رأى أنه قائم على جبل فإنه يعتمد على رجل كبير، ينال على يديه شرفاً وخيراً ومنزلة.

ومن رأى أنه متعلق به فإنه يتعلق برجل كذلك.

ومن رأى أنه هدم جبلاً فإنه يهلك رجلاً بقدر الجبل، وقيل ينهدم عمره.

ومن رأى أنه رمى نفسه من الجبل نفذ كلامه في سلطان يصيبه.

ومن رأى أنه يصعد جبلاً، وبيده سيف، وكسي هناك ثوباً أو معه صاحب سلطان فإنه يصيب سلطاناً، أو ينال خيراً ورفعة.

ومن رأى أنه يريد صعود الجبل فإنه يتملق رجلاً قاسي القلب بعيد الهمة، فإذا استوى على الجبل فإنه ينال غاية رجائه من ذلك.

ومن رأى أن الجبل قد غاص في الأرض، فإن سلطان تلك الأرض يموت.

تفسير حلم جبل حسب إبن شاهين

من رأى أنه فوق جبل ويظن أن ذلك الجبل ملكه فإنه يلتجئ إلى رجل جليل القدر، وربما كان ملكاً جليلاً.

ومن رأى أنه صعد جبلاً وصار فوقه فإنه يتمكن من ملك ذي مهابة وتحصل له منزلة عالية.

ومن رأى أن جبلاً اقتلع من مكان أو تفرقت أجزاؤه فإنه زوال ملك عظيم وتفرق جماعته، وإن كان هو المتسبب في ذلك فإنه يكون على يديه أو بواسطته.

ومن رأى أنه اتخذ مقاماً في جبل فإنه يتوب إلى ملك بأنواع الخدم ويتمكن منه.

ومن رأى أنه نزل من أعلى جبل فإنه ينزل عن منزلته ويكون نقصاناً في حقه، وقيل النزول من أعلى الجبال وغيرها رجوع من أمر أو خلاف ما أمله.

ومن رأى أنه صعد جبلاً أو ما يشابهه أو مكاناً مرتفعاً من حيث الجملة فإنه حصول مراد وقضاء حاجة وعلو منزلة وظفر بما يحاول والنزول عن شيء من ذلك فتعبيره ضده.

ومن رأى أنه خر من جبل فإنه يدل على حصول منقصة في الدين والدنيا والفضيحة عند الناس.

ومن رأى أن جبلاً اهتز وتشقق فإنه حصول ضعف لملك ذلك المكان فإن رآه سكن وعاد صحيحاً فهو شفاء وقوة لذلك الملك بعد ضعف.

ومن رأى أن جبلاً قد اخضر وحسن فإنه يؤول بالأبهة لملك ذلك المكان وزيادة حشمه وخدمه.

ومن رأى أن بجبل شيئاً من أنواع الوحوش وذوي المخالب والأنياب فإنه يؤول بحاكم فاسد الدين.

ومن رأى أن جبلاً صار تراباً خالصاً فإنه يدل على ملك خسيس لا فائدة فيه.

ومن رأى أن جبلاً ممتلئاً بالشوك فإنه ملك يؤذي الناس بالقول والفعل ولا يحصل من قربه للناس إلا المضرة.

ومن رأى أنه صعد إلى جبل قاف فإنه يدل على قرب أجله.

ومن رأى أنه صعد إلى جبل طور سيناء فإنه يتناظر مع إنسان في أمر صواب ويحصل له بواسطة ذلك خير ومنفعة.

ومن رأى أنه صعد جبل الجودي فإنه استواء في أموره أو سلامة وعز لقوله تعالى: " واستوت على الجودي ".

ومن رأى أنه بجبل عرفات فإنه يدل على حصول توبة وخير.

ومن رأى أنه صعد جبل لبنان فإنه يصاحب العلماء.

ومن رأى أنه في جبل مظلم فإنه هلاك ومصيبة، وربما كان ملكاً ظلوماً فاسد الدين قبيح المنظر.

ومن رأى أنه في جبل، وقد صار فيه نتيجة حسنة المنظر فإن ملك ذلك المكان يجود لرعيته ويحصل للرائي من جهته مال ونعمة.

ومن رأى أنه صعد جبلاً ورأى فيه ثقبا فدخل فيه فإنه يطلع على سر الملك وأموره المغطية فإن خرج منه شيء فإنه يحصل له من ذلك صلة وعطاء.

ومن رأى جبلاً من بعد فإنه يفتكر في أمر من الأمور.

ومن رأى أنه سالك في جبل على شيء صفة السلم المعمر فإنه حصول مراد، وإن كان منقوراً ففيه خلاف.

وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الجبل تؤول بالملك والظفر والرياسة وبقاء الراحة.

ومن رأى أنه ملك جبلاً فإنه يملك رجلاً ضخم الشأن منيعاً قاسي القلب.

ومن رأى أنه يحوم حوله فإنه يعتمد على رجل كبير ينال على يده شرفاً ومنزلة.

ومن رأى أنه استند إلى جبل فإنه يلتجئ إلى ملك عظيم على قدر الجبل.

ومن رأى أنه على جبل قد استمكن من موضعه عليه فإنه يصيب سلطاناً عظيماً من قبل ذلك الرجل، فإن كان غنياً ازداد ماله، وإن كان فقيراً استغنى وصلح حاله، وإن كان خائفاً أمن.

ومن رأى أنه يفر من سفينة إلى جبل فإنه يعطب لقصة نوح عليه السلام مع ولده.

ومن رأى أنه هدم جبلاً فإنه يهدم عمره.

ومن رأى أنه يرمي نفسه من جبل من غير حصول ضرر فإنه ينفذ كتبه وكلامه في سلطانه يصيبه.

ومن رأى أنه خرج من جبل ثم استوى قائماً مع تأثير فإن الأمر الذي يحاوله لا يتم له.

ومن رأى أنه في جبل ومعه شيء من آلات السلاح أو مرافق سلطان فإنه ينال خيراً ورفعة.

ومن رأى أنه يريد صعود جبل فإنه يتعلق برجل قاسي القلب بعيد الهمة أو يريد أمراً فإن الجبل حينئذ ههنا غاية في نفسه يبلغها وبقدر صعوده في الجبل وعلى قدر سهولته أو صعوبته عليه في الطلوع يكون ذلك.

ومن رأى أنه يصعد الجبل مستوياً لا يعرج في صعوده فإنه يصيب خيراً عاجلاً.

ومن رأى أنه صعد على غير هيئة مرضية إلى أن بلغ إلى سنه واستوى عليه فقد استوى عمره وبلغ النهاية من سنه، وقيل السقوط من الجبل سقوط نجم وتمام أجل.

ومن رأى الجبل ولم يصعد إليه فإنه يصيبه هم أو يأمل ما لا يتم له لقوله تعالى: " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ".

ومن رأى الجبل سقط من مكان بعيد فإنه يصيبه هم شديد.

ومن رأى أن الجبل احترق فإنه موت ملك تلك الأرض.

ومن رأى أنه في كهف جبل أو قصد دخوله فإن ذلك ملجأ ومأوى لقوله تعالى: " فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ".

ومن رأى أن الجبال تسير فإنه يدل على حروب تتحرك فيها الملوك بعضها إلى بعض واضطراب بين الناس وحادث يحدث في العالم لأن ذلك من علامات القيامة.

ومن رأى أن جبلاً عاد زبداً فإنه ملك لا يتم أمره وهو أمر باطل لا حقيقة لأن الزبد باطل.

تفسير حلم جبل حسب موسوعة ميلر

إذا حلمت فتاة أنها تعبر جبلاً مع ابنة عمها وأخيها الميت وكان أخوها يبتسم فهذا تفسيره تحسن في أحوالها مع وجوب الحذر من مكر وضغائن والأصدقاء.

إذا تعبت الفتاة وتوقفت عن السير فهذا يعني أنها ستحزن قليلاً لأنها لم تنل مأرباً تخطط لنيله.

إذا حلمت أنك تصعد جبلاً وكان الطريق سهلاً فهذا يعني وصولك بسهولة إلى الجاه والثروة.

وإذا كان الطريق وعراً وفشلت في بلوغ القمة فهذا يعني مشاكل وهموماً في الحياة وعليك الجد للتغلب على الضعف الكامن في طبعك.

وإذا استيقظت وأنت في نقطة خطرة من الجبل فهذا يعني أن أمورك ستسير نحو الأفضل.

تفسير حلم جبل حسب إبن سيرين

الجبل: ملك أو سلطان قاسي القلب، قاهر، أو رجل ضخم على قدر الجبل وعظمه، وطوله وقصره، وعلوه. ويدلك على العالم والناسك، ويدل على المراتب العالية والاماكن الشريفة والمراكب الحسنة، و الله تعالى خلق الجبال أوتاداً للأرض حين اضطربت، فهي كالعلماء والملوك، لأنّهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية، وربما دل على الغايات والمطالب، لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه.

من رأى نفسه فوق جبل، أو مسنداً إليه أو جالساً في ظله، تقرب من رجل رئيس، واشتهر به واحتمى به، إما سلطان أو فقيه عالم عابد ناسك، فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة، أو كان يرمى عن قوس بيده، فإنّه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته، وتنفذ كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه.

وإن كان من رأى نفسه عليه خائفاً في اليقظة أمن، وإن كان في سفينة، نالته في بحره شدة وعقبة يرشى من أجلها، وكان صعوده فوقه عصمة، لقوله تعالى: "سآوي إلى جَبَل يَعْصمُني مِنَ الماءِ".

قال ابن سيرين: الجبل حينئذٍ عصمة، إلا أن يرى في المنام كأنّه فر من سفينة إلى جبل، فإنّه يعطب ويهلك، لقصة ابن نوح.

وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر، على مفارقة رأي الجماعة والانفراد بالهوى والبدعة، فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها، أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض، أو رئيس في العلم، أو إمام عادل.

وأما صعود الجبال، فإنّه مطلب يطلبه وأمر يرومه، فيسأل عما قد هم به في اليقظة، أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم، أو الوقوف إليهما في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك.

فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال أو بدرج أو طريق آمن، سهل عليه كل ما أهله، وخف عليه كل ما حوله.

وإن نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب، ناله خوف، وكان أمره غرراً كله.

فإن خلص إلى أعلاه، نجا من بعد ذلك.

وإن وهب من نومه دون الوصول، أو سقط في المنام، هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده، أو فسد دينه في عمله، وعندها ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة والحزن، على قدر ما انكسر من أعضائه.

وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراف، فإنّه دال على هلاك من دل الجبل عليه، أو دماره أو قتله، إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق، فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحيه الملك، لأن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفاً من الله لهم، وتهديداً على العصيان.

أما تسيير الجبال، فدليل على قيامة قائمة، إما حرب تتحرك ففيه الملوك بعضها على بعض، أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة، يهلك فيها العامة، وقد يدل ذلك على موت وطاعون، لأنّها من علامات القيامة.

وأما رجوع الجبل زبداً أو رماداً أو تراباً، فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في حياته ولا في دينه، فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته، وآمن بعد كفره، واتقى الله من بعد طغيانه، عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه، لأن الله تعالى خلق الجباك فيما زعموا من زبد الماء، والزبد باطل كما عبر به تعالى في كتابه.

والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة، فإنّه ملك صاحب دين. وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء، فإنّه ملك كافر طاغ، لأنِّه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه.

والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط، والساقط الذي صار صخوراً فهو ميت، لأنّه لا يذكر الله ولا يسبحه.

ومن ارتقى على جبل وشرب من مائه وكان أهلاً للولاية، نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع، وما لا يقدر ما شرب، وإن كان تاجراً ارتفع أمره وربح، وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة للولاية من غير تعب.

والعقبة عقوبة وشدة، فإنّ هبط منه نجا، وإن صعد ارتفاع وسلطنة مع تعب.

والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان.

وكل صعود رفعة، وكل هبوط ضعة، وكل طلوع يدل على هم، فنزوله فرج، وكل صعود يدل على ولاية، فنزوله عزل.

وإن رأى أنّه حمل جبلاً فثقل عليه، فإنّه يحمل مؤونة رجل ضخم أو تاجر يثقل عليه، فإن خف، خف عليه.

فإن رأى أنّه دخل في كهف جبل، فإنّه ينال رشداً في دينه وأموره، ويتولى أمور السلطان، ويتمكن.

فإن دخل كهف جبل في غار، فإنّه يمكر بملك أو رجل منيع، فإن استقبله جبل، استقبله هم أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة صعبة قاسية.

فإن رأى أنّه صعد الجبل، فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما أنّه صعد، حتى يستوي فوقه.

وكل صعود يراه الإنسان، أو عقبة أو تل أو سطِح أو غير ذلك، فإنّه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها، والصعود مستوياً مشقة ولا خير فيه.

فإن رأى أنّه هبط من تل أو قصر أو جبل، فإنّ الأمر الذي يطلبه ينتقص ولا يتم.

ومن رأى أنّه يهدم جبلاً فإنّه يهلك رجلاً.

ومن رأى أنّه يهتم بصعود جبل أو يزاوله، كان ذلك الجبل حينئذٍ غاية يسمو إليها، فإن هو علاه نال أمله، فإن سقط عنه يغترب حاله.

والصعود المحمود على الجبل، أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل.

وكل الإرتفاع محمود، إلا أن يكون مستوياً، لقوله تعالى: " سأرْهِقُهُ صَعُوداً".