تفسير رؤية نبي في المنام أو الحلم



تفسير رؤية نبي في المنام أو الحلم

تفسير حلم نبي حسب النابلسي

إدريس عليه السلام

من رآه في المنام أكرمه الله بالورع، وختم له بالخير، وصار مجتهداً في العبادة بصيراً حليما عالماً.

ومن رأى في منامه أنه أصبح إدريس عليه السلام كثر علمه أو تقرب من الأكابر، ونال المنازل العالية.

يونس عليه السلام

من رآه في المنام فإنه يتعجل في أمر يناله من سجن أو ضيق أو هم ثم ينجو بعد ذلك ويتمتع إلى حين، ويكون سريع الغضب سريع الرضا.

أرميا عليه السلام

من رآه في المنام دلت رؤياه على الحريق في تلك البلدة أو في داره أو كورته.

هارون عليه السلام

من رآه في المنام فإنه خليفة لرجل يصيبه بسببه بلاء وخصومة، ومن رآه صار إماماً، وإن كانت له حاجة قضيت.

ومن رأى هارون وموسى عليهما السلام فيهلك على يديه جبار ظالم.

ومن رأى أحدهما وكان قاصداً حرباً فإنه ينتصر.

صالح عليه السلام

من رآه في المنام فإنه ينال من قوم سفهاء هماً وغماً ثم يظفر بهم.

ومن رأى صالحاً عليه السلام فإنه في قوله صادق، ولكن أعداءه يتسلطون عليه ثم يظفر بهم.

إسماعيل عليه السلام

من رآه في المنام فينال فصاحة ورئاسة، ويبني لله مسجداً، وربما دلت رؤيته على أن إنساناً وعده بوعد وهو في قوله صادق.

وقيل إن من رآه رزق السياسة.

وقيل إن من رأى إسماعيل عليه السلام أصابه هم من جهة أبيه ثم يسهل الله تعالى ذلك عليه.

هود عليه السلام

من رآه في المنام فيسلط عليه قوم سفهاء جهال ثم يظفر بهم، وينجو من شدة عظيمة، لقوله تعالى: " ونجيناهم من عذاب غليظ ".

ومن رأى هوداً عليه السلام يرى رشداً وخيراً، وينجو قوم على يده.

تفسير حلم نبي حسب إبن شاهين

قال ابن سيرين: رؤيا أولى العزم من الرسل تدل على العز والشرف.

ورؤيا الرسل تدل على الظفر والنصر.

ورؤيا النبي دين وديانة وأداء أمانه.

ومن رأى النبي فرحاً مسروراً ذا بشاشة يدل على العز والجاه والظفر، وإن رآه غضبان عبوس الوجه يدل على الشدة والعلة، وربما يجد يعدها فرجاً.

وإن رأى أنه سمع أو أخذ شيئاً من نبي يصيب نصيباً من علم ذلك النبي ويكون مسروراً.

ومن رأى آدم عليه السلام إن كان ذا أهل يصيب السيادة والولاية العظيمة لقوله تعالى: " إني جاعل في الأرض خليفة " . وإن لم يكن ذا أهل يتوب لقوله تعالى: " فتاب عليه وهدى " .

ومن رأى أنه كلم آدم عليه السلام يحصل له علم ومعرفة لقوله تعالى: " وعلم آدم الأسماء كلها " . وقيل من رأى آدم فهو حصول خير.

وإن رأى أنه ذبح آدم فإنه عاق لوالديه أو معلميه.

ومن رأى حواء يدل على وجدان دولة الدنيا وازدياد مال ونعمة وأولاد وإصابة مراد بهوى.

ومن رأى شيثاً يكون عيشه طيباً ويحصل له مال وأولاد. وقيل من رأى شيثاً فإنه يدل على أنه وصى ومقدم على أمور عظام وانه يوفي بالوصية ويؤديها حقها لأن شيثاً كان وصياً على وجه الأرض.

ومن رأى إدريس يحسن أمره ويكون عاقبته محموده. وقيل من رأى إدريس يدل على اجتهاد في العبادة وأن يكون فيها بصيراً فإن إدريس كان أعدل أهل زمانه وأعرفهم بالحكمة.

ومن رأى نوحا يطول عمره ولكن يصادفه من الأعداء ضرر وتعب وعاقبة الأمر يحصل مراده. وقيل من رأى نوحا يكون له أعداء وجيران يحسدونه وينجيه الله تعالى من شرهم وينتقم الله منهم.

ومن رأى هوداً فإن الأعادي تتسلط عليه وهو يظهر عليهم. وقيل من رأى هوداً فإنه يفوز برشد وخير وينجو قوم من سوء على يديه.

ومن رأى لوطا فإنه يتحول من مكان إلى مكان وعاقبة أمره تكون محمودة في تسهيل أشغاله. وقيل من رأى لوطا فإنه يكون له إمرأة فاسقة لا خير فيها فلينظر في مصلحته معها، وإن كان ممن يعمل عمل قومه فليتق الله وليتب.

ومن رأى صالحاً فتعبير من إشتقاق إسمه.

ومن إبراهيم فإنه يحج وقيل يصل إليه جور من سلطان ظالم وقيل يخالف أبويه. وقيل من رأى إبراهيم فإنه يرزق محبة الله تعالى ويذهب همه وغمه ويصيب خيراً ودنيا واسعة.

ومن رأى إسماعيل يعلو قدره وتقضى حوائجه. وقيل من رأى إسماعيل يدل على إنسان صدوق أو يوعده أحد بوعد ويصدق فيه.

ومن رأى إسحاق يحصل له بشارة وفتح وغنيمة لقوله تعالى: " وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين " . وقيل من رأى إسحاق فإنه نجاة من عقوق أصله.

ومن رأى يعقوب فإنه يصل إليه هم وغم من جهة الأولاد ويفرح بعد ذلك. وقيل من رأى يعقوب، فإن كان غائباً يأتي بخير وبشارة.

ومن رأى يوسف فإنه يحصل له من جهة أقاربه بهتان وفي عاقبته يصل إلى مرتبة السلطنة ويعلو قدره ويبلغ مراده. وقيل من رأى يوسف ربما يحصل له هم من قبل إمرأة وعاقبته إلى خير، وربما دلت رؤيته على بشرى.

ومن رأى شعيباً فإن الناس يقهرونه ثم بعد ذلك يظفر على من يقهره.

ومن رأى موسى عليه السلام فإنه يبتلي بالأهل والعيال ثم يستقيم حاله ويظفر لقوله تعالى: " ووهبنا له أخاه هارون نبياً " .

وقيل يهلك في تلك الديار سلطان ظالم.

وقيل من رأى موسى فإنه يدل على أنه رجل مغلوب ثم يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه، وإن كان في بحر ينجو سالماً ومن أعطى له عصا موسى في منامه فإنه يرزق علم الكيمياء حقاً وينجو مما يخاف ومن أعطى سيف على يرزق الشجاعة حقاً.

ومن رأى هارون يكون خليفة أو رجلاً كبيراً يصيبه بلاء وخصومة وتكون عاقبته إلى خير.

ومن رأى اليسع تيسر أمره العسير.

ومن رأى داود فإنه يحصل له ضرر وضيق صدر من جهة العيال. وقيل من رأى داود يكون خليفة في أهله، وربما ينال خير أو حكماً وملكاً، وربما يبتلى بسبب امرأة، وربما كان عنده شيء مدخر فأثر فيه السوس فليفقده.

ومن رأى سليمان فإنه يعلو قدره ويصل إلى مرتبة السلطان إن كان ممن يليق به ويزداد ماله ونعمته وقيل نفاذ أمر وحصول خير على كل حال. وقيل من رأى سليمان فإنه يدل على السفر والرجوع عنه عن قريب، وربما ينال سلامة لإشتقاق الإسم.

ومن رأى زكريا فإنه الله تعالى يوفقه لفعل الخيرات. وقيل من رأى زكريا فإنه يرزق ولداً صالحاً.

ومن رأى يحيى فإنه يتجنب عن اكتساب الدنيا وأشغالها ويكون مشغولاً بأشغال الآخرة. وقيل من رأى يحيى فإنه يدل على حياة دولة وبشرى وخير.

ومن رأى الخضر فإنه يسافر سفراً بعيداً بالسعة والأمان. وقيل من رأى الخضر فإنه يحج ويكون عمره طويلاً.

ومن رأى إلياس فإنه يسهل عليه الأمور الصعاب. وقيل من رأى إلياس فإنه يدل على أنه يدعو الله تعالى فيستجاب له.

ومن رأى أيوب فإنه يخلص من الأمراض والأوجاع وتنصلح أحواله. وقيل من رأى أيوب، فإن كان مريضاً أو عنده مريض يحصل له الشفاء من الله تعالى.

ومن رأى يونس فإنه يحصل له الفرج بعد الشدة والسرور بعد الثبور ويخرج من الظلمات إلى النور. وقيل من رأى يونس فإنه يخرج من الضيق إلى الفضاء.

ومن رأى ذا الكفل، فإن كان ممن تليق به الكفالة فإنه يتقلدها، وإن لم يكن فيؤتمن أمانة.

ومن رأى لقمان يرزقه الله تعالى حكمة وسداداً ورأيا صالحاً.

ومن رأى ذا القرنين فإنه يتبع رجلاً كبيراً ويشفع عنده وتقبل شفاعته وتمضى حاجته.

ومن رأى عيسى فإنه يحيى أشغاله الميتة ويقوى على الطاعات ويحصل له التوفيق لفعل الخيرات.

وقيل من رأى عيسى يرزق العبادة والزهد والتقوى، وربما كثرت أسفاره وينجو مما يخاف، وربما يرزق علم الطب حتى لا يكون في زمانه مثله.

ومن رأى أمه مريم فإنها آية عظيمة تظهر في ذلك الموضع.

ومن رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له الفرج بعد الغم ويقضى دينه، وإن كان محبوساً أو مقيداً فإنه يخلصه من حبسه وقيده ويأمن من خوفه، وإن كان في ضيق وقحط توافرت النعمة والخير عليه، وأما إذا كان غنياً فإنه يزداد غنى.

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي وقيل رؤيته عليه الصلاة والسلام تدل على سعادة العقبى، وقيل إن كان مغلوباً ينتصر على أعدائه، وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى.

ومن رأى أنه يزور نبياً من الأنبياء سواء كان حياً أو ميتاً فإن ذلك يؤول على ثلاثة أوجه : الأول إن كان متقياً زادت تقواه، وإن كان عاصياً تاب الله عليه والثاني يزوره كما رأى أو حصول خير وبركة والثالث دليل أنه من أهل الجنة ومن الفائزين.

ومن رأى أنه يسب نبياً فإنه يطعن فيما أتى به.

ومن رأى نبياً ازداد طولاً أو عرضاً عما هو فتكون في الناس فتنة.

ومن رأى أحداً منهم عليهم السلام وهو شيخ كبير فإنه يكون راحة لأهل ذلك المكان.

ومن رأى أحداً منهم وهو في صورة حسنة فإنه صلاح في دينه ودنياه.

ومن رأى أن أحداً منهم ألبسه شيئاً من متاع الدنيا أو أعطاه فهو حصول بركة وشفاعة يوم القيامة.

ومن رأى أنه غطى أحداً منهم بشيء من متاع الدنيا فإنه يهمل سنته وليس ذلك بصالح، وإن أعطاه شيئاً مما يستحب نوعه فإنه يفعل الخيرات.

ومن رأى أنه نبش قبر أحد من الأنبياء فإنه يتبع سنته، وإن وجد من عظمه شيئاً يكون اتباعه أبلغ وحصل مراده من ذلك.

ومن رأى أحداً من الأنبياء وهو يأمره بما يخالف الشريعة يكون ذلك نهياً له وزجراً وتهديداً لقوله عليه الصلاة والسلام: إذا لم تستح من الله فاصنع ما شئت فإن ذلك ليس بأمر على فعل وإنما هو تهديد.

ومن رأى أحداً من الأنبياء فيه نقصان فإنه يدل على نقصان دين الرائي فليتق الله.

ومن رأى أحداً من الأنبياء على غير صورة حسنة فهو قريب من ذلك.

وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الأنبياء أو أحد منهم يؤول على أحد عشر وجها : رحمة ونعمة وعز وعلو قدر ودولة وظفر وسعادة ورياسة وقوة أهل السنة والجماعة والخير في الدنيا والآخرة وراحة لأهل ذلك المكان.

ومن رأى أنه يناقش أحداً من الأنبياء ويجادله ويرفع عليه صوته فإن ذلك بدعة قد أحدثها في الدين والسنن.

ومن رأى أنه يقتله فلينظر فيما يروى عنه فليتق الله تعالى ولينته.

ومن رأى أنه يلبس ملبوس الأنبياء فإنه صالح لدينه ودنياه.

ومن رأى أنه صار نبياً فإنه يموت شهيداً أو يرزق الصبر والعبادة والاحتساب على المصائب.

ومن رأى أنه يفعل بعض أفعال النبيين من العبادة والبر فهو دليل على حسن دينه وصحة يقينه للشرع، وإذا رأى ما لا يناسب فيها فهو ضد ذلك وقيل تفريج هم وغم.

ومن رأى أحداً منهم وفيه نقصان أو عيب فإنه قلة دين.

تفسير حلم نبي حسب إبن سيرين

الأنبياء والمرسلين

سمعت أبا بكر أحمد بن الحسيين بن مهران المقري قال: اشتريت جارية أحسبها تركية ولم تكن تعرف لساني ولا أعرف لسانها وكان لأصحابي جواري يترجمن عنها قال: فكانت يوماً من الأيام نائمة، فانتبهت وهي تبكي وتصيح وتقول: يا مولاي علمني فاتحة الكتاب فقلت في نفسي انظر إلى خبثها تعرف لساني ولا تكلمني به فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها: لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلمينه، فقالت الجارية: إني رأيت في منامي رجلاً غضبان وخلفه قوم كثير وهو يمشي فقلت: من هذا، فقالوا: موسى عليه السلام، ثم رأيت رجلاً أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي فقلت: من هذا، فقالوا: محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت: أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا وبقيت أنا وامرأتان فدققنا الباب ففتح، وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن له فقرأتهما فأذن لهما وبقيت أنا، فعلمني فاتحة الكتاب قال: فعلمتها مع مشقة كبيرة، فلما حفظتها سقطت ميتة.

قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: رؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم أحد شيئين إما بشارة، وإما إنذار، ثم هي ضربان: أحدهما أن يرى نبياً على حالته وهيئته فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمال جاهه وظفره بمن عاداه والثاني يراه متغير الحال عابس الوجه فذلك يدل على سوء حاله وشدة مصيبته ثم يفرج الله عنه أخيراً.

وإن رأى كأنه قتل نبياً دل على أنه يخون في الأمانة وينقض العهد لقوله تعالى " فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق ".

هذا على الجملة وأما على التفصيل:

فإن رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلاً لها، لقوله تعالى " إني جاعل في الأرض خليفة ".

وإن رأى أنه كلمه نال علماً لقوله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها ". وقيل إن من رأى آدم اغتر بقول بعض أعدائه ثم فرج عنه بعد مدة، فإن رؤي متغير اللون والحال دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان ثم على العودة إلى المكان الأول أخيراً.

ومن رأى شيثاً عليه السلام نال أموالاً وأولاداً وعيشة راضية.

ومن رأى إدريس أكرم بالورع وختم له بخير.

ومن رأى نوحاً عليه السلام طال عمره وكثر بلاؤه من أعدائه ثم رزق الظفر بهم، وأكثر شكره الله تعالى لقوله تعالى " إنه كان عبداً شكوراً ". وتزوج إمرأة دنية فولدت له أولاداً.

ومن رأى هوداً عليه السلام تسفه عليه أعداؤه وتسلطوا على ظلمه ثم رزق الظفر بهم، وكذلك من رأى صالحاً عليه السلام.

ومن رأى إبراهيم عليه السلام رزق الحج إن شاء الله، وقيل إنه يصيبه أذى شديد من سلطان ظالم ثم ينصره الله عليه وعلى أعدائه ويكثر الله له النعمة ويرزقه زوجة صالحة، وقيل إن رؤيا إبراهيم عليه السلام عقوق الأب.

وحكي أن سماك بن حرب كف فرأى في منامه كأن إبراهيم عليه السلام مسح على عينيه وقال: إئت الفرات فاغتمس فيه يرد الله عليك بصرك، فلما انتبه فعل ذلك فأبصر.

ومن رأى إسحاق عليه السلام أصابه شدة في بعض الكبراء أو الأقرباء ثم يفرج الله عنه ويرزق عزاً وشرفاً وبشراً وبشارة ويكثر الملوك والرؤساء والصالحون من نسله هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله.
وإن رآه متغير الحال ذهب بصره نعوذ بالله.

ومن رأى إسماعيل عليه السلام رزق السياسة والفصاحة، وقيل إنه يتخذ مسجداً أو يعين عليه لقوله تعالى " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ". وقيل إن من رآه أصابه جهد من جهة أبيه ثم يسهل الله ذلك عليه.

ومن رأى يعقوب عليه السلام أصابه حزن عظيم من جهة بعض أولاده ثم يكشف الله تعالى ذلك عنه ويؤتيه محبوبه.

ومن رأى يوسف عليه السلام، فإنه يصيبه ظلم وحبس وجفاء من أقربائه ويرمى بالبهتان ثم يؤتى ملكاً وتخضع له الأعداء، فقد قيل في التعبير أن الأخ عدو وهذه دليل على كثرة صدقة وقد حكي أن بعض الناس رأى كأن يوسف عليه السلام ناوله إحدى خفيه، فانتبه وقد صار معبراً.

وحكي أن إبراهيم بن عبد الله الكرماني رأى كأن يوسف عليه السلام كلمه، فقال له: علمني مما علمك الله فكساه قميص نفسه فاستيقظ وهو أحد المعبرين.

وعن ابن سيرين قال: رأيت في المنام كأني دخلت الجامع فإذا أنا بمشايخ ثلاثة وشاب حسن الوجه إلى جانبهم فقلت للشاب: من أنت رحمك الله قال: أنا يوسف قلت: فهؤلاء المشيخة قال: آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقلت علمني مما علمك الله قال: ففتح فاه وقال: انظر ماذا ترى فقلت أرى لسانك ثم فتح فاه، فقال: انظر ماذا ترى فقلت لهاتك ثم فتح فاه، فقال: انظر ماذا ترى قلت أرى قلبك، فقال: عبر ولا تخف فأصبحت وما قصت علي رؤيا إلا وكأني أنظر إليها في كفي.

ومن رأى يونس عليه السلام، فإنه يستعجل في أمر يورثه ذلك حبسآ وضيقآ ثم ينجيه الله تعالى، وهذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يسرع الغضب والرضا ويكون بينه وبين قوم خائنين معاملة.

ومن رأى شعيباً عليه السلام مقشعراً، فإنه يذهب بصره.

وإن رآه على غير تلك الحالة، فإنه يبخسه قوم حقه عليهم ويظلمونه ثم يقهرهم، وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها له بنات.

ومن رأى موسى وهارون عليهما السلام أو أحدهما، فإنه يهلك على يديه جبار ظالم، وإن رآهما وهو قاصد حرباً رزق الظفر.

وحكي أن جارية لسعيد بن المسيب رأت كأن موسى عليه السلام ظهر بالشام وبيده عصا وهو يمشي على الماء، فأخبرت سعيداً برؤياها قال: إن صدقت رؤياك فقد مات عبد الملك بن مروان، فقيل له بم علمت ذلك قال: لأن الله تعالى بعث موسى ليقصم الجبارين وما أجد هناك إلا عبد الملك بن مروان فكان كما قال.

ومن رأى أيوب عليه السلام ابتلى في نفسه وماله وأهله وولده ثم يعوضه الله من كل ذلك ويضاعف له لقوله تعالى " ووهبنا له أهله ومثلهم ".

ومن رأى داود عليه السلام على حالته أصاب سلطاناً وقوة وملكاً.

ومن رأى سليمان عليه السلام رزق الملك والعلم والفقه.

وإن رآه ميتاً على منبر أو سرير، فإنه يموت خليفة أو أمير أو رئيس لا يعلم بموته إلا بعد مدة، وقيل من رأى سليمان إنقاد له الولي والعدو كثرت أسفاره.

ومن رأى زكريا عليه السلام رزق على كبر ولداً تقياً.

ومن رأى يحيى عليه السلام وفق للعفة والتقوى والعصمة حتى يصير في ذلك واحد عصره.

ومن رأى عيسى عليه السلام دلت رؤياه على أنه رجل نافع مبارك كثير الخير كثير السفر.

أخبرنا الشريف أبو القاسم جعفر بن محمد بمصر قال حدثنا حمزة بن محمد الكناني قال أخبرنا أبو القاسم عيسى بن سليمان البغدادي قال حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا موسى بن جعفر الرضا عن أبيه عن جده قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: رأيت عيسى بن مريم عليه السلام في النوم فقلت يا روح الله إني أريد أن أنقش على خاتمي فما أنقش قال: انقش عليه لا إله إلا الله الحق المبين، فإنه يذهب الهم والغم، وقيل إن رأت إمرأة عيسى بن مريم عليه السلام وهي حامل ولدت ابناً حكيماً.

ومن رأى مريم بنت عمران، فإنه ينال جاهاً ورتبة من الناس ويظفر بجميع حوائجه، وإن رأت إمرأة هذه الرؤيا وهي حامل ولدت أيضاً ابناً حكيماً، وإن افترى عليها برئت من ذلك وأظهر الله براءتها.

ومن رأى أنه يسجد لمريم، فإنه يكلم الملك ويجلس معه.

ومن رأى دانيال الحكيم رزق حظاً وافراً وعلم الرؤيا وظفر بجبار بعد أن تصيبه منه شدة، وقيل إنه يصير أميراً أو وزير أمير.

وحكي أن أبا عبد الله الباهلي رأى كأنه حمل دانيال على عاتقه فوضعه على جدار وأحياه فكلمه وقال له: أبشر فإنك دخلت في جملة ورثة الأنبياء وصرت إماماً من جملة المعبرين.

ومن رأى الخضر عليه السلام دل على ظهور الخصب والسعة بعد الجدوبة والأمن بعد الخوف، وقيل من رأى كأن بعض الأنبياء ضربه نال مناه في الدنيا ديناً ودنيا.

ومن رأى كأنه بنفسه تحول نبياً معروفاً نالته الشدائد بقدر مرتبة ذلك النبي في البلاء ويكون آخر أمره الظفر ويصير داعياً إلى الله سبحانه وتعالى.